التحقيق الجنائي والطب الشرعي

التحقيق الجنائي والطب الشرعي

التحقيق الجنائي والطب الشرعي
التحقيق الجنائي والطب الشرعي

العنوان     التحقيق الجنائي والطب الشرعي
 تأليف الدكتورة    بارعة القدسي 
التصنيف   كتاب 
الطبعة    2017
عدد الصفحات162 ص
حجم الملف1MO
صيغة الملفPDF
منصات  التحميلmediafire أو google drive
التحقيق الجنائي والطب الشرعي

مقدمة كتاب التحقيق الجنائي والطب الشرعي

    الجريمة سلوك متجذر في المجتمع الإنساني منذ نشأته الأولى، والقضاء عليها بشكل كامل أمر مستحيل، لكن مكافحتها هي الهدف. ومهمة ضـبط الجناة تبدأ أولاً بالبحث عنهم والبحث عن أدلة ضـدهم، وهـذا مـا يـعـرف بالتحقيق الجنائي الذي يهدف إلى حل الألغاز والظروف المحيطة بالجريمـة. " التحقيق الجنائي ووالطب الشرعي" .

وقد استفاد المحققون الجنائيون مـن التطور العلمـي الـذي شـمـل مختلـف المجالات من أجل الوصول إلى الحقيقة مها حاول الجناة إخفاءها.

وعلى الرغم من تعدد الجرائم، فإن الجريمـة التـي تـستهدف الـنفس البشرية تبقى الجريمة الأكثر بشاعة. ولحـل المسائل الجنائية المتعلقـة بهـذه الجرائم، فإن العلوم القانونية تلتقي بالعلوم الطبية والبيولوجية، مولـدة مـا يسمى بالطب الشرعي. والطـب الـشرعي علـم واسـع ومتشعب الفـروع والمجالات، لأنه يلم بكل ما يتعلق بجسم الإنسان وعقله. وعلى الرغم مـن كون الطب الشرعي ينتمي إلى العلوم الطبية المتخصصة، إلا أن ضرورات العمل في مجال التحقيق الجنائي والبحث عن الحقيقة، تتطلب من العاملين في مجال التحقيق الجنائي معرفة قواعد هذا العلم وأسسه، مما يؤدي إلى وجـود الانسجام بين أعمال الطب الشرعي وأعمال رجال القانون.

الفصل الأول : التحقيق الجنائي

    إن تاريخ علم التحقيق الجنائي مرتبط كل الارتباط بتاريخ الجريمة، حيث إنه لا وجود لمجرم من دون وقوع جريمة. وهـذا يعني أن التحقيـق الخـاص بمعرفة المجرم مرتبط أساساً بوجود هذا المجرم، آخذين بالحسبان أن الجريمـة قديمة قدم التاريخ نفسه، حيث إن هـذا التـاريـخ مـرتبط بوجـود المكونات
الاجتماعية منذ بدء تكوينها في سالف العصور، والسبب هو أنه من الطبيعي أن يحدث نزاع بين أعضاء هذه المكونات بوجود بعضهم مع البعض الآخر.

فالتحقيق الجنائي هـو صراع بين المحقـق والمجـرم، فالأول يهـدف للوصول إلى الحقيقة، والثاني يحاول طمس الحقيقة كي يفلت مـن العقـاب، والتحقيق بمعناه العام، هو اتخاذ جميع الإجراءات والوسائل المشروعة التـي توصل إلى كشف الحقيقة، أما التحقيق الجنائي العلمـي فهـو علـم يوضـح للمحقق معالم الطريق ويرشده إلى كيفية السير والبحث عن الأدلة.

لذلك يمكن القول إن التحقيق الجنائي العلمي هو علم متمم لقانون العقوبات وقانون أصول المحاكمات الجزائية. فقانون العقوبات يرشدنا إلى الطريق والوسائل التي يمكن بها إثبات أركان الجريمة، ويساعد في تحديد وصفها القانوني ويبين الوسائل التي تكشف عـن الظـروف المحيطـة بكـل جريمة والتي يكون من شأنها تخفيف أو تشديد العقوبة.

أما قانون أصول المحاكمات الجزائية فيبين لنا كيفية القيـام بـإجراءات التحقيق ويرسم أفضل الأساليب وأنجع الوسائل للتوصل إلى معرفة كيفية ونوع الجريمة وكيفية التصرف في هذا الشأن من حيث جمع الأدلـة وجميـع الإجراءات التي تمكن المحقق الجنائي من كشف الغموض وضبط الجناة وإظهار الحقيقة.

ويتفرع عن علم التحقيق الجنائي العلمي علم البحث الجنائي الـذي يعد علا من العلوم الحديثة التي تطرق إليها العلماء، وقد اهتمت بها الـدول المتقدمة والنامية، كل حسب إمكانياته وقدراته المتوافرة لديه في هذا المجـال وذلك لحفظ الأمن والنظام. وقد أثبتت الخبرات العملية ضرورة البحـث الجنائي وأهميتـه كـعـنـصـر فـعـال في القضاء عـلى الجرائم والحـد منهـا في المجتمعات. فهو العلم الذي يوضـح الإجراءات والوسائل التـي يـكـون الغرض منها الوقوف على السبب المجهول لوقوع الحوادث، وجمع الأدلـة التي تثبت وقوع الجريمة وكيفية وقوعها .

ويمكن تعريف البحث الجنائي بأنـه «مجموعـة مـن الإجـراءات والأعمال التي يقوم بها رجال البحث الجنائي والتي تعمل في الأساس على الحيلولة دون ارتكاب الجريمة، والحـد مـن وقوعهـا، وكذلك البحـث والتحري عن جميـع الجرائم المعلومة والمجهولة وجمع الأدلـة والقرائن بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة في ارتكاب الجريمـة وكـل مـا يتعلـق بالجريمة والتي تؤدي في النهاية إلى ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة» .

ولكن يجب علينا أن لا نخلط بين البحث الجنائي والتحقيق الجنائي، فالأول يخرج عن نطـاق بحثنـا، لذلك سنركز جهـدنـا عـلى دراسـة علـم التحقيق الجنائي وأدلته.
لذلك لا بد لنا من تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين ندرس في :
المبحث الأول : ماهية التحقيق الجنائي.
المبحث الثاني : المحقق الجنائي.

الفصل الثاني : أدلة التحقيق الجنائي

    مع تطور الحياة وتقدمها، تطورت الجريمة وتطورت أساليب ارتكابها، واستطاع المجرم أن يطوع العلم من أجل ارتكاب جريمته وإخفاء الأدلة التـي تكشف عنها، والتمكن من الهرب بسرعة من مسرح الجريمـة ومحاولة إثبـات وجوده في مكان آخر. 

لذلك كـان لـزامـاً عـلى القائمين بـالتحقيق الجنائي أن يطوروا أساليب عملهم بما يساير التقدم العلمي حتى يتمكنوا من كشف جرائم المجرمين وملاحقتهم ويتفوقوا عليهم).

لذلك اتجهـت البحـوث الجنائية العلمية الحديثـة إلى البحـث عـن وسـائل لإثبـات الجريمـة والـكـشـف عـن مرتكبيهـا، وظهـر اتجـاه يـنـادي بوجوب الالتجاء إلى الوسائل العلمية في التحقيق الجنائي، لاسيما في الجرائم الخطرة، للكشف عن الأساليب المبتكرة التي ينتهجها المجرمون لإخفـاء مـعـالم جرائمهم، ويصبح بالإمكان عن طريق معرفة الأسلوب الـذي ارتكبـت بـه الجريمة، تتبع آثار المجرم في دخوله وخروجه من مسرح الجريمة، والتوصل إلى الأدلة المؤيدة للاتهام، وهو الهدف الذي تتطلع إليه المجتمعات المتطورة، ويسعى إليه المحققون لضبط المجرم الذي يحاول الإفلات من يد العدالة .

لذلك يمكن القول إن الأدلة الجنائية هي وسيلة المحقـق الجنائي في إثبات إدانة المتهم أو براءته من التهمة المنسوبة إليـه. والـدليـل هـو كـل مـا يؤدي إلى إظهار الحقيقة. والمشرع السوري لم يحدد الأدلة الجنائية حتى لا يتقيد بنصوص شكلية خاصة، لأن المجرم عند ارتكابـه للفعـل، كـا ذكرنا سابقاً، يتخذ حيلاً لطمس الحقيقة والدليل وإزالة كل أثر للأدلة.

لذلك لا بد لنا من تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين ندرس في :
المبحث الأول : ماهية الأدلة الجنائية.
المبحث الثاني : دور الدليل المادي في التحقيق الجنائي.

_______________________________________ 
كتاب التحقيق الجنائي والطب الشرعي تأليف الدكتورة بارعة القدسي 
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف للتبليغ عن انتهاك حقوق الطبع والنشر يرجى التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-